القطاع المالي: رؤى مستقبلية في ملتقى الأكاديمية المالية 2025
اختُتمت فعاليات النسخة الرابعة من ملتقى الأكاديمية المالية 2025 يوم أمس، بعد سلسلة من الجلسات الحوارية القيّمة. شهد الملتقى مشاركة واسعة من القيادات التنفيذية، وصناع القرار، وخبراء محليين ودوليين متخصصين في مجالات المال والأعمال. وقد بات هذا الملتقى يشكل منصة حوارية أساسية لتبادل الخبرات والأفكار بين المشاركين من داخل المملكة وخارجها، بالإضافة إلى عدد من المؤسسات المالية والمراكز المتخصصة على مستوى العالم.
التكيف الاستراتيجي في القطاع المالي
ركزت الجلسة الأولى من الملتقى على نقاش محوري حول أهمية التكيف الاستراتيجي في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها القطاع المالي. استعرض المتحدثون اتجاهات الأولويات القيادية وكيفية الاستجابة لهذه التغيرات، مع التأكيد على ضرورة استخدام الأدوات القيادية الحديثة، بدءًا من تحليل البيانات وصولًا إلى بناء الثقافة المؤسسية، وتعزيز التوازن بين الرؤية والتنفيذ، وذلك بهدف تحقيق أثر فعال داخل المنظمات المالية.
استراتيجيات مستدامة لتنمية الكفاءات القيادية
في الجلسة الحوارية الثانية، التي حملت عنوان “استراتيجيات مستدامة لتنمية الكفاءات القيادية”، سلّط المتحدثون الضوء على الأدوات والاستراتيجيات المستخدمة في تطوير القيادات من خلال الشراكات مع بيوت الخبرة الدولية. كما أكدوا على ضرورة تطوير الأداء المهني لإعداد قادة قادرين على تلبية متطلبات المستقبل، مع استعراض نماذج عالمية في إدارة الكفاءات القيادية وكيفية تكييف أفضل الممارسات لتناسب البيئة المحلية، بهدف بناء قدرات قيادية فعالة.
رأس المال البشري والذكاء الاصطناعي
بناء منظومات موارد بشرية مرنة
في الجلسة الختامية للملتقى، ناقش المشاركون موضوع رأس المال البشري في عصر الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال محاور متعددة شملت دور رؤساء الموارد البشرية في توظيف الذكاء الاصطناعي. يتمثل الهدف في مواءمة استراتيجيات رأس المال البشري مع أهداف النمو المؤسسي والمتطلبات التنظيمية، لبناء منظومات موارد بشرية مرنة تعتمد على البيانات، وتعزز التنافسية والاستدامة لدعم الجاهزية المستقبلية للمؤسسات المالية.
يذكر أن ملتقى الأكاديمية المالية في نسخته الرابعة، والذي انعقد تحت شعار “نبتكر لنمكِّن”، يُعد حدثًا سنويًا هامًا يجمع كبار المسؤولين الحكوميين، ورؤساء الهيئات والمؤسسات، والرؤساء التنفيذيين، ونخبة من الباحثين والأكاديميين والخبراء والممارسين في قطاع المال والاستثمار. يهدف الملتقى إلى بحث أحدث الأساليب والممارسات العالمية في تطوير القدرات البشرية، بما يتماشى مع تطلعات القطاع المالي ومتطلباته المستقبلية.
وفي النهايه :
يبقى ملتقى الأكاديمية المالية منصة حيوية تساهم في رسم ملامح مستقبل القطاع المالي، وتعزز من قدرة المؤسسات على مواكبة التطورات المتسارعة. فهل سيتمكن القطاع المالي من الاستفادة الكاملة من هذه الرؤى والتحولات لتعزيز نموه واستدامته؟